الاثنين، فبراير 13، 2012

موت الورد

موت الورد

Submitted by admin on Tue, 02/07/2012 - 01:09
الصورة: 
Teaser
الى فرج بيرقدار
....
لا تندم أيها الربيع
فالثعبان خائف من الفراشة
موت بين الرماد والورد *
وقت ٌ يغوينا لنتبعه
نضيعه ُ في الطريق إلى الحلم .
دم ٌ يذهب ُ إلى طفولته
موتنا واضح ٌ بلا مجازات ولا تورية
قمر ٌ في سماء مكسورة
ودم ٌ طري ٌ لما يجف ُ بعد
لا مرآة نتأمل فيها كهولة أحلامنا
كلماتنا لها طعم هواء ٍ فاتر
على قدر الموت تأتي القصيدة
موتنا تنقصه حياة أخرى .
كل أيامنا رمادية ٌ
لا ورد ينبت ُ فوق القبور
الربيع خريفي ٌ هذه السنة
 نموت ُ وننسى إنا كنا نموت قبل دقائق
تقطف الريح ُ أحلامنا
حماه * لا تكفيها مجزرة ٌ واحدة
أصغي إلى النهر 
يروي سيرة قمر مُطارد 
وهواء مثقل برائحة الموت
الكل سواء أمام الهاوية
العصافير والأطفال ومئذنة الجامع
وأيقونة على جدار كنيسة ٍ مهدمة .
لكل حي في حماه مقبرة ٌ عائلية
مدينة بلا ظلال نصفها سجن
والنصف الآخر مقبرة
ربيع ٌ تتساقط فيه الزهور 
ويهيج الهواء ملطخا ً بدم ٍ وصراخ .
وديعا ً كان النهر
العشاق على ضفتيه كالنواعير لها غناء يأسر القلب
وديعا ً كان سريع الهياج
وغير قابل ٍ للكسر .
كان الشعر غنائيا ً مسرفا ً في العاطفة
 قبل حدوث الفاجعة
ربما لابد للشعر من موت ٍ تراجيدي
كي تكون القصيدة تامة المعنى
الوداعة للنهر والشاعر يكسر عصا الطاعة .
على طاولة الجنرال باقة ورد أنيقة
لماذا يحب الجنرال الورد َ ويكره الحرية
هل يحب الجنرال الورد َ أكثر من الأحذية ؟ 
يحب الثورة ويبطش بالثوار بدم ٍ بارد 
يحب الجنرال الأطفال والنساء الجميلات
حقا ً ..
 لدينا جنرال يحب النساء 
الأنيقات الممشوقات القوام .
في سجن تدمر العسكري بسمعته السيئة
حيث أمضيت عشرة أعوام ونصفا سجينا ً
كان الجنرال قد خصص مهاجع خاصة ً 
بالنساء المتورطات بالسياسة
بعضهن زوجات وأمهات رجال هاربين
وبعضهن هاربات من جحيم البيت إلى السياسة
كن يعذبن مثلنا نحن ضحاياه الممنوعين من الحياة .
 ممنوعات من الهواء
  كانت الشمس من الممنوعات بالطبع
هل حقا ً يحب الجنرال النساء ؟ 
الحرية حمراء بلون الورد
للجنرالات الكراسي ولنا مصابيح الطريق
أذا ظفرتم بالدكتاتور حيا ً رجاء لا تقتلوه
من الظلم محاكمة المجانين
ضعوه في مصحة الأمراض العقلية .
على وقع موسيقى جنائزية
دعوه يرقص مع الأشباح
جثث ٌ تطارده في الساحة المزروعة بأرواح الموتى .
ليكن له في كل يوم
 موعد غرامي في ركن مهجور
من حديقة الندم
مع طيف امرأة ٍ فقدت أبنها الوحيد 
في مجزرة طائفية .

شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
خاص بألف

*تذكير بقصيدة أدونيس ( وقت بين الرماد والورد )
* لحماه مجازر كثيرة أشهرها مجازرها
 الكبرى عام 1982
الكاتب: علوان حسين
شعر عمودي.. 1
خاص ألف: تاريخ المقال: 2012-02-07 الثلاثاء





ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق