الاثنين، أبريل 09، 2012

سقفٌ عالٍ منَ وحشة الأنبياء



Submitted by admin on Mon, 03/19/2012 - 00:00
الصورة: 
Teaser: 
قال صوتٌ مِن الغيْمِ:
اخْطُ تَجِدْ غابةً مِنْ نخيلْ
والفوكِهَ شتّى
وأنهارَ مِنْ عسَلٍ سلْسبيلْ
والعذارى مِن الحورِ يسْكُبْنَ
أرتقي في سمائي، أرى 
مشهدًا ميّتًا
هلْ تضيقُ السّفوحُ
 وتَدخلُ في الالتباسِ
مسالكُ تُفْضي إلى عِلْيتي؟
مُطلَقُ القوْلِ ألاّ تقولْ
مُطلَقُ الالتحامِ التحلّلُ حالَ الحلولْ
غيرَ أنَّ  الغرابةَ في منتهى غرْبتي..
 ....
عارِجًا
 في الفضاءِ المُفضّضِ بالوجْدِ
والابتهاجِ الذَّهولْ
لا أرى غيْرَها
في الخرابِ الثقيلْ
جنّةً تصْهلُ النّارُ مِنْ ورْدِها
ماؤها مِنْ دمٍ ، مُرُّها شَهْدُها
والحديقة مزهوّةٌ بالدّماءِ السفيكةِ
بالطّيْرِ مختنِقًا بالعويلْ..
.... 
ها هنا صوتُ صِلٍّ يَحُفُّ الفراديسَ
في فَحّةٍ يُزْهِرُ الرّعبُ مِنْ نَفْثِها
كمْ يظلُّ الثّرى وهِـــجَ الانسلاخْ 
والشرايينُ موصولةَ الانضخاخْ..
هلْ دمٌ طازجٌ للفطائرِ ما مازَجَ الطلَّ 
عند الصّباحْ؟
 أم دمٌ فاسِدٌ ما تروْن 
بأعذاقِ حقلي يََــسيحْ؟
 ....
بغتةً أولجَ الصلُّ رأسًا 
وفاءَ بِظلِّ الحديقةِ مسْتسْلِمًا 
للمقيلْ
بغتةً أنشبَ الصِلُّ أضراسَ مسنونةً
في الشّجرْ
قدْ يبيضُ شياطينَ محمومةً
في الثّمَرْ..
... 
قال صوتٌ مِن الغيْمِ:
اخْطُ تَجِدْ غابةً مِنْ نخيلْ
والفوكِهَ شتّى 
وأنهارَ مِنْ عسَلٍ سلْسبيلْ
والعذارى مِن الحورِ يسْكُبْنَ 
ودّا بليلْ..
قلتُ إنّي أحِسُّ الهُبوطَ عصيّا
وادلهمَّ بِعينيَّ وَمضُ اليقينِ
وشعَّ الأفولْ
قيل: اهبِطْ بلا خَشيةٍ 
فلكزتُ البُراقْ
خطوةٌ في الفراغِ 
حسستُ الحدائقَ مصلوبةً
خطوةٌ في المليء
رأيتُ الحريقَ يُراقْ
والرّفاقْ 
دونما عُدّةٍ أو عتادٍ ودون النشيدِ 
ودون الخيولْ..
... 
 وترجّلتُ في غابةٍ مِنْ جُثَثْ
طالعتْني المشاهِدُ عاريةً، 
حيّةً 
ميْتةً
كيفَ لا أكترثْ؟
والفراديسُ مكتظّةٌ بالشياطينِ؟ 
يا ليْتني أمتطي صهوتي
ليْتني ما ألفتُ الدّخولْ..
 ....
فجأةً 
حمحمتْ دابّتي في العراءْ
هرْولتْ مِن وميضِ الدّماءْ
انزوى الرّوحُ في شهقةٍ 
لائذًا بالبكاءْ
جنّةً ما أرى أمْ هباءْ؟ 
... 
فجأةً
خرَّ فيَّ النّبيُّ حزينًا 
وضَـــلَّ الرّسولْ 
واستفاقَ السّؤالُ الكليلْ:
لمَ لمْ توقِفوا
المهْزلةْ؟

شعر عمودي: 1
خاص ألف
تاريخ المقال: 2012-03-19 الإثنين


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق