الجمعة، مايو 18، 2012

ناصية الوعد

ناصية الوعد‏

Submitted by admin on Sun, 02/05/2012 - 01:48
الصورة: 
Teaser: 
في سراديبِ اللهفة ِ توقدُ جمرةَ اللحنِ
القديمِ
حبيتك تانسيت النوم ،
ونسيتُ بعدكِ أن القلبَ لا يستجيبُ للأفراح،
أو يستكينُ للوعودِ المؤجلةِ ، لم تعدْ
في انتظاركْ اتقلبُ فوقَ سرير ِ الضجرْ ، 
أتقاسمُ مع الشراشفِ حنيني لنرجسك ِ ، شوقي 
لاحتضانكْ ، أتلمسُ على عجلٍ دفءَ ضحكتك ، 
عرقَ غيابك ، وما فاضَ من ليلِ الفراقْ
في انتظاركِ أيضاً تنكئُ الذكرياتُ جُرحَ 
الوقتِ المعلقِ في خاصرةِ الوجعْ ، تطلُ 
أصابعُ الهجر من لوحةِ الوعدِ المعلقِ 
بحائطِ النسيانْ ، يتفتحُ الشوقِ في كبدِ 
المساءِ ، ينضجُ الحنينُ على غصنِ الغياب ، 
يتكاثفُ العمرُ في أضلع اللحظة ، يتسّاقطُ 
الصبرُ من خريف الوقت ، لأعدو بوجهي 
المحملِ بالخساراتِ إلى احتمالاتِ الظروفِ 
الفارغة ، متيقناً بالعذاب ، متأبطاً شرَّ 
المسافات البعيدةِ والدروب الخاوية
متلبساً، حنطتك و أنفاسك و كحلَ عينيك ، 
موغلٌ في عمق ِ الخيالِ ألاحقُ طيفكَ 
الممتد بين الصحو والحلم ِ ، بين الرغبةِ 
والعتمةِ ، بين الضوءِ والمجهولْ ، يقفُ 
الحنينٌ على رؤوسِ أصابعي ليطالَ ضفافك ، 
تشتعل الروح ويئنُ في القلب وجعٌ عتيق ، 
فاكتفي بهذا القدْرِ من الغربةِ واستكين 
إلى حائط الذكريات ، أسرج البداياتَ وأغفو 
على مفترقِ حبٍ قديم
هنا عند ناصية الوعدِ ثمةَ ما يخصُ قلبكَ 
أيها الغريب ، كلامُ المقاعدِ وهوسُ الناسْ 
بحزنكَ الظاهر ، ويدٌ تمتدُ صوبَ الحلمِ 
تعانقُ شمسَ الفضولِ وثلج المزاجِ ، وتوغلُ 
في سراديبِ اللهفة ِ توقدُ جمرةَ اللحنِ 
القديمِ
حبيتك تانسيت النوم ،
ونسيتُ بعدكِ أن القلبَ لا يستجيبُ للأفراح، 
أو يستكينُ للوعودِ المؤجلةِ ، لم تعدْ 
قصةُ الغدِ تغريه يرجمُ الوقتَ بالصبرِ 
ويلعنُ الغيابَ على بابِ المسافاتِ ، 
يعلّقُ على صدرِ بابه حكايةَ الأمس ِ ليقرأ 
القادمُ من الأيام وجهكِ على بابِ الروح ِ 
ويدخلُها آمناً مطمئناً ، متلبساً مرةً 
أخرى حنطتك و أنفاسكِ ، وكحلَ عينيكِ التي 
تعدو في فضاءِ القلبِ الضيقِ تارةً والرحبِ 
حينَ يتوسعُ وجهكِ في مساراته ويسرجُ 
الجهات للدهشةِ ، يسمي الأشياءَ بأسمائها 
التي حضرت ، يلقنُ الصمتَ فصلَ الرحيل 
ويرميه بأسماءِ من عبروا جسر محبتي بعدك 
لينطقَ الحجرُ/ آه/ الغيابِ ويملؤني الحنينُ 
إليك بالزهرِ والنرجس والحكايات البعيدة 
لتصعدُ الآمال كتفَ المساء ويصدحَ القلب ، 
أحبك وحدك ،،
أقلبُ ليلي في انتظارك على وقعِ الصدف ْ ، 
على وقع الدروب التي أتعبها الغياب ، هنا 
في كلِّ زاويةٍ من النسيانِ يتقمصُ وجهكِ 
الوهمَ الذي أصدقهُ ويعصفُ بالفراغ ِ الذي 
تملئينهُ وحدكِ بين حبينِ أو وعدينِ 
يتكاثفُ الأمانُ في أضلعي ِ كلما شددتُ جذعي 
إلى سرابكِ يتدلى الحنينُ من نخلِ غيابك من 
ضحكةٍ عجلى تخُطيّنَ بها وجهَ المساءاتِ 
الغريبةِ فيزهرُ برعمُ الآه في صدر المغني 
ويفيضُ على مهلٍ ليلُ غربتنا الطويل
استجمعُ الخرافات القديمة كلها لأرويكِ ، 
لأحكي للعابرين قصتنا ، أدون على حائطِ 
الصبر وصيةَ جسمك ِ المبتلِ بالأمنيات 
ليهتدي الصبحُ إلى منابتِ قمحكِ ، وينبتَ 
العشبُ بيننا والبيتُ والأطفالُ والياسيمن
وأحبـك وتعلمين ،، كلما غبتِ ، و عدت ، وحين 
تبسمين
تهجرني المنافي ، ويورق في صدري الحنين ، 
تنضج الأحلام وينسحب الخوف ويعيد الوقت 
رصيف اللهفة الأولى من حدودِ قبلةٍ على خدي 
حتى نهايات الرحيل
أوزع بطاقة شكرٍ لكلِّ من ساند حزني عليك ِ 
واهداني المستحيل ، وأوهمني أن الزمانَ 
عبدُ المصادفات والوعود المؤجلة ، سيد 
الخرافاتِ يأتيني بك حين يخيب ظني بالرجوعِ 
لأكمل بعدها فصل الحب على اعتابِ أمنيةٍ 
هشّة ولحنٍ قديم
تتكئ الشوارع في غيابك على وجه خطوتنا 
البعيدة ، تتقاسم مع الليل صخب الحكايات 
والوجوه العابرة تصطفُ الحرائقُ تباعاً على 
باب الروح ِ ليشتعل البوحُ من رمادِ الفقدِ 
ويبرعم زهرُ الحب في أرض الغياب
يلفحني وجهك في كل الشوارع ولاأراك ، 
يغمرني دفءٌ غريب ، ادقق في كل الوجوه لأعرف 
من فرحتها أنك الآن هنا يفصلني عن لقياك 
خطوة أخرى ورصيف ، ابعثر الأشواق في كل صوبٍ 
انثرُ القلبَ في كل اتجاه افترش المسافات 
لتصلِ إلي ، ينسحب الخوف مني ويخلي الساحة 
للأمان ، للقادم من الأيام يكتظُ المكان 
بالرغبةِ والفرحةِ والدهشةِ والضوءِ 
والمجهول
وأحبك وتعلمين ، ثم أحبك
وتعلمين ،،
الكاتب: شادي احمد
شعر عمودي: 1
خاص: ألف
تاريخ المقال: 2012-02-05 الأحد





ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق